فصل: أبواب صفة الصلاة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[3/83] باب فضل من بنى مسجدًا

928 - عن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من بنى لله مسجدًا بنى الله له مثله في الجنة» متفق عليه.
929 - وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من بنى لله مسجدًا ولو كمَفْحَص قطاة لبيضتها بنى لله له بيتًا في الجنة» رواه أحمد، وهذه الزيادة أعني قوله: «كمفحص قطاة» قد أخرجها البيهقي، قال العراقي: بإسناد صحيح.
930 - وأخرجها ابن أبي شيبة من حديث عثمان.
931 - وابن حبان والبزار من حديث أبي ذر، وغيرهم عن غير هؤلاء.

.[3/84] باب الاقتصاد في بناء المساجد

932 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أمرت بتشييد المساجد، قال: ابن عباس: كما زخرفت اليهود والنصارى» أخرجه أبو داود برجال الصحيح، وصححه ابن حبان.
933 - وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد» رواه الخمسة إلا الترمذي، وقال البخاري: كان سقف المسجد من جريد النخل، وأمر عمر ببناء المسجد، وقال: أكن الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس والحديث صححه ابن خزيمة وأورده البخاري عن أنس تعليقًا بلفظ: «يَتَبَاهون بها، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا»، ووصله أبو يعلى في مسنده.

.[3/85] باب ما جاء في تنظيف المساجد وتطييبها وصيانتها من الروائح الخبيثة

934 - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عرضت عليَّ أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أُمّتي فلم أرَ ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها» رواه أبو داود والترمذي، واستغربه وحسنه ابن خزيمة وأخرجه في "صحيحه"، والحديث هو من رواية المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن أنس، قال البخاري: لا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعًا من أحد من الصحابة إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال أبو زرعة: المطلب ثقة أرجو أنه سمع من عائشة، وقال المنذري: وفي إسناده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد وفي توثيقه خلاف.
935 - وعن عائشة قالت: «أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب» رواه أحمد والترمذي، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" وصحح إرساله، وأبو داود موصولًا برجال ثقات إلا حسين بن علي شيخ أبي داود فهو صدوق.
936 - عن سمرة بن جندب قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتخذ المساجد في ديارنا، وأمرنا أن ننظفها» رواه أحمد بإسناد صحيح، والترمذي وصححه، أبو داود بلفظ: «كان يأمرنا بالمساجد وأن نضعها في ديارنا ونصلح صنعتها ونطهرها».
937 - وعن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم» متفق عليه، ولفظ مسلم: «فلا يقربن المساجد».
938 - وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن ولا يصلين معنا» أخرجاه.
939 - وعن عمر بن الخطاب: «أنه خطب يوم الجمعة، فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس! تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فَلْيُمِتْهُمَا طبخًا» رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.

.[3/86] باب النهي عن البصاق في المسجد أو في قبلة المصلي

940 - عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تنخم في المسجد فلم يدفنه فسيئة وإن دفنه فحسنة» أخرجه أحمد بإسناد حسن.
941 - وعن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها» أخرجاه.
942 - وعنه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه، فقام فحكها بيده، فقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن أحدكم قِبَل قبلته ولكن عن يساره، أو تحت قدميه، ثم أخذ طرف ردائه وبصق فيه ثم رد بعضه على بعض، فقال: أو يفعل هكذا» رواه البخاري.
943 - وهو له من حديث أبي سعيد مختصرًا، وفيه: «رأى نخامة في حائط المسجد»، وفي لفظ: «في قبلة المسجد».
944 - وعن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه» رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحهما".
قوله: «تفل» بالتاء المثناة من فوق: أي بصق وزنًا ومعنى.

.[3/87] باب ما يقول إذا دخل المسجد وإذا خرج منه

945 - عن أبي حُمَيد وأبي أُسَيد قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك» رواه أحمد والنسائي ومسلم وأبو داود وابن ماجه.
946 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان» أخرجه النسائي وابن ماجه وابن حبان في "صحيحه" والحاكم.
947 - وعن فاطمة الزهراء رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد قال: بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك» رواه أحمد وابن ماجه بسند ضعيف.
948 - وعن ابن عباس: «في قوله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61] قال: هو المسجد، إذا دخلته فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

.[3/88] باب جامع فيما تصان عنه المساجد وما أبيح فيها

949 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا» رواه أحمد ومسلم.
950 - وعن بريدة: «أن رجلًا أنشد في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا وجد! إنما بنيت المساجد لما بنيت له» رواه أحمد ومسلم.
951 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرًا أو ليعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله، ومن دخل لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له» رواه أحمد وابن ماجه، وقال: «فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره» وسند ابن ماجه رجاله ثقات إلا حاتم بن إسماعيل فهو صدوق.
952 - وعن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقام الحدود في المساجد ولا يستقاد فيها» رواه أحمد وأبو داود بسند ضعيف، وأخرجه الدارقطني والحاكم وابن السكن والبيهقي، قال في "التلخيص": ولا بأس بإسناده.
953 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من يُنْشد ضالةً فقولوا: لا ردها الله عليك» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي وابن خزيمة والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
954 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشراء والبيع في المسجد، وأن ينشد فيه الأشعار، وأن ينشد فيه الضالة، وعن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة» رواه الخمسة، وليس للنسائي فيه «إنشاد الضالة»، وحسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة، وقال في "الفتح": إسناده صحيح إلى عمرو بن شعيب، فمن يصحح نسخته يصححه، وفي المعنى أحاديث لكن في أسانيدها مقال.
955 - وعن سهل بن سعد: «أن رجلًا قال: يا رسول الله! أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا أيقتله؟... الحديث، وفيه: وتلاعنا في المسجد وأنا شاهد» متفق عليه.
956 - وعن جابر بن سمرة قال: «شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم معهم» رواه أحمد، وأخرجه الترمذي بلفظ: «جالست النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة، فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت، فربما تبسم معهم» وقال: هذا حديث صحيح.
957 - وعن سعيد بن المسيب قال: «مر عمر في المسجد وحسان فيه ينشد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك الله أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: أجب عني اللهم أيده بروح القدس؟ قال: نعم» متفق عليه.
958 - وعن عائشة قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينصب لحسان منبرًا في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار» أخرجه الترمذي، والحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح الإسناد.
959 - وعن عَبَّاد بن تميم عن عمه «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى» متفق عليه.
960 - وعن عبد الله بن عمر: «أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» رواه البخاري والنسائي وأبو داود وأحمد، ولفظه: «كنا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ننام في المسجد ونقيل فيه ونحن شباب».
961 - وللبخاري من حديث سهل بن سعد حين «جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليّ مضطجع في المسجد قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه، ويقول: قم أبا تراب! قلت: وأهل الصفة هم الفقراء كان لهم موضع مظلل في المسجد النبوي يأوون إليه».
962 - وعن عائشة قالت: «أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حَبَّان في العرق الأكحل، فضرب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبة في المسجد ليعوده من قريب» متفق عليه، وتمامه في البخاري، قالت: «فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا بالدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة! ما هذا الذي يأتينا من قبلكم، وإذا سعد يَغْذو جرحه، فمات فيها» يعني الخيمة أو تلك المرضة.
963 - وعن أبي هريرة قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا فجاءت برجل فربطوه بسارية من سواري المسجد» الحديث متفق عليه.
964 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينًا؟ فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل فوجدت كسرة خبز بين يدي عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه» رواه أبو داود.
965 - وقال المنذري: وقد أخرجه مسلم في "صحيحه"، والنسائي في "سننه" من حديث أبي حازم سلمان الأشجعي بنحوه أتم منه.
966 - وعن عبد الله بن حارث قال: «كنا نأكل على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الخبز واللحم» رواه ابن ماجه برجال الصحيح إلا يعقوب بن حميد، وقد رواه معه حرملة بن يحيى.
967 - وعن عائشة: «أن وليدةً سوداء كان لها خباء في المسجد، فكانت تأتيني فتحدث عندي الحديث» أخرجاه.
968 - قلت: وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قسم المال الذي وصل من البحرين في المسجد.
969 - وأنزل وفد ثقيف في المسجد، وهي في الصحيحين.
قوله: «ينشد ضالة» قال في "الدر النثير": الضالة: الضائعة من كل ما يقتنى. انتهى. وقال في "المغرب": ضل عني كذا إذا ضاع. انتهى. وقيل: إن الضالة: اسم لما ضل من الحيوان غير الإنسان فيسمى لقيطًا، وما ضل من المتاع سمي لقطة، وإن سلم ذلك فتعليله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «فإنما بنيت المساجد... إلخ» وتبيينه في الحديث الآخر إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة يدخل المتاع للنص على العلة.

.[3/89] باب ما جاء من اللهو المباح يوم مسرة في المسجد

970 - عن عائشة قالت: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد» متفق عليه، وللبخاري: «وكان يوم عيد، وكان لعبهم بالدف والحراب»، ولمسلم: «يلعبون في المسجد بالحراب»، وفي بعض طرق الحديث: «أن عمر أنكر عليهم لعبهم في المسجد، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعهم».

.[3/90] باب النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان

971 - عن أبي هريرة قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلي» رواه أحمد، قال المنذري: إسناده صحيح.
972 - وعن أبي الشعثاء قال: «خرج رجل من المسجد بعد ما أذن فيه، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -» رواه الجماعة إلا البخاري، قال الترمذي بعد إخراجه: لهذا الحديث: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم ألا يخرج أحد من المسجد إلا من عذر؛ أن يكون على غير وضوء، أو أمر لا بد منه.
973 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق» رواه الطبراني في "الأوسط" ورواته محتج بهم في الصحيح.

.أبواب استقبال القبلة

.[3/91] باب وجوبه للصلاة

974 - عن ابن عمر قال: «بينما الناس بقباء إذ جاءهم آتٍ، فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستَقبِلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة» متفق عليه.
975 - وعن أنس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:144]، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كلهم نحو القبلة» رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
976 - وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بين المشرق والمغرب قبله» رواه ابن ماجه والترمذي وصححه وقواه البخاري.

.[3/92] باب ما جاء أن المتحري المخطئ إذا صلى إلى غير القبلة لا يعيد

977 - عن جابر بن عبد الله قال: «كنا في مسير أو في سرية فأصابنا غيم فتحرينا واختلفنا في القبلة، فصلى كل رجل منا على حدة، فجعل أحدنا يخط بين يديه ليعلم أمكنتها، فلما أصبحنا نظرنا فإذا نحن قد صلينا على غير القبلة، فذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قد أجزت صلاتكم» رواه البيهقي، وقد تفرد به محمد بن سالم ومحمد بن عبد الله العزيزي عن عطاء، وهما ضعيفان. انتهى.
978 - قلت: وأخرجه الترمذي من حديث جابر بن سعيد عن أبيه، لكنه قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر في ليلة مظلمة»، وقال الترمذي: ليس إسناده بذلك، وضعف الحديث، وقال: وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى هذا.

.[3/93] باب الرخصة في استقبال غير القبلة للضرورة

979 - عن نافع عن ابن عمر «أنه كان إذا سئل عن صلاة الخوف وصفها، ثم قال: فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالًا قيامًا على أقدامهم، وركبانًا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها» قال نافع: ولا أرى ابن عمر ذكر ذلك إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. رواه البخاري، ورواه ابن خزيمة من حديث مالك بلا شك، ورواه البيهقي من حديث موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر جزمًا.

.[3/94] باب تطوع المسافر على مركوبه حيث توجه به

980 - عن ابن عمر قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسَبِّح على راحلته وهو مقبل من مكة إلى المدينة حيثما توجهت به، وفيه نزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115]» رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه، وقد تقدم في باب صلاة الفرض على الراحلة.
981 - وعن جابر قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو على راحلته النوافل في كل جهة ولكن يخفض السجود من الركوع ويومئ إيماءً» رواه أحمد، وفي لفظ: «بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجة فجئت وهو يصلي على راحلته نحو المشرق، والسجود أخفض من الركوع» رواه أبو داود والترمذي وصححه، وقال صاحب "الإمام": إسناده على شرط مسلم، وهو للبخاري من حديثه بلفظ: «كان يصلي التطوع وهو راكب»، وفي لفظ: «كان يصلي على راحلته نحو المشرق، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة»، ولمسلم بمعناه.
982 - وعن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يصلي على راحلته تطوعًا استقبل القبلة فكبر للصلاة، ثم خلَّى عن راحلته فصلى حيثما توجهت به» رواه أحمد وأبو داود، وقال في "بلوغ المرام": وإسناده حسن، وصححه ابن السكن، وقال في "الخلاصة": رواه أبو داود بإسناد صحيح.

.أبواب صفة الصلاة

.[3/95] باب وجوب افتتاحها بالتكبير

983 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم» رواه الخمسة إلا النسائي، وقال الترمذي: هذا أصح شيء في هذا الباب وأحسن، وأخرجه البزار، والحاكم وصححه، وابن السكن.
984 - ويشهد له ما أخرجه مسلم عن عائشة قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح الصلاة بالتكبير»، وسيأتي بتمامه إن شاء الله، ولحديث الباب شواهد يقوي بعضها بعضًا.
985 - وثبت في حديث المسيء صلاته عند الجماعة بلفظ: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر»، وقد قيل بشرطية افتتاح الصلاة بالتكبير.
986 - ويدل له حديث رفاعة في قصة المسيء صلاته عند أبي داود بلفظ: «لا تتم صلاة أحد من الناس حتى يتوضأ، فيضع الوضوء مواضعه، ثم يكبر».
987 - وعن مالك بن الحُوَيْرث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي» رواه أحمد والبخاري، وقد صح أنه كان يفتتح الصلاة بالتكبير كما تقدم وسيأتي أحاديث عن ذلك.

.[3/96] باب تكبير الإمام بعد تسوية الصفوف والفراغ من الإقامة

988 - عن النعمان بن بشير قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوفنا، فإذا قمنا إلى الصلاة فاستوينا كبر» رواه أبو داود، وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحاح وغيرها أنه - صلى الله عليه وسلم - كان أولًا يأمر بإقامة الصفوف وتسويتها.

.[3/97] باب رفع اليدين وبيان صفته وموضعه

989 - عن أبي هريرة قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدًا» رواه الخمسة إلا ابن ماجه بإسناد لا مطعن فيه.
990 - وعن وائل بن حُجْر «أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه مع التكبيرة» رواه أحمد وأبو داود بإسناد ضعيف.
991 - وعن ابن عمر قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذْو منكبيه، ثم يكبر، فإذا أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد» متفق عليه، وللبخاري: «ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود»، ولمسلم: «ولا يفعله حيْن يرفع رأسه من السجود»، وله أيضًا: «ولا يرفعهما بين السَّجدتين»، وأخرجه أيضًا البيهقي وزاد: «فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله تعالى» هكذا في "التلخيص" وتعقبه في "منحة الغفار"، وقال: إنه وهم ابن حجر في "التلخيص" فجعل الزيادة التي أخرجها البيهقي من حديث ابن عمر، وليس هي من حديثه بل من حديث أبي هريرة، هذا معنى كلامه.
992 - وعن نافع «أن ابن عمر كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -» رواه البخاري والنسائي وأبو داود.
993 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبَّر ورفع يديه حذو منكبيه، ويَصنع مثل ذلك إن قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع رأسه من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه، وصححه أحمد.
994 - وعن أبي قِلَاَبة «أنه رأى مالك بن الحُوَيْرث إذا صلى كبر ورفع يديه، وإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه رفع يديه، وحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع هكذا» متفق عليه، وفي رواية: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كبر رفع يديه».
995 - وعن أبي حُمَيْد الساعدي أنه قال وهو في عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدهم أبو قتادة: «أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: ما كنت أقدم منا صحبة ولا أكثر منا إتيانًا له! قال: بلى، قالوا: فأعرض، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائمًا ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبر، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر وركع، ثم اعتدل فلم يُصَوِّب رأسه ولم يُقْنِع، ووضع يديه على ركبتيه ثم قال: سمع الله لمن حمده، ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عظم موضعه معتدلًا، ثم هوى إلى الأرض ساجدًا، ثم قال: الله أكبر، ثم ثنى رجليه وقعد عليهما واعتدل حتى يرجع كل عظم موضعه، ثم نهض، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك، حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته أخر رجله اليسرى، وقعد على شقه متوركًا، ثم سلم، قالوا: صدقت! هكذا صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» رواه الخمسة إلا النسائي، وصححه الترمذي، وساق في "جامع الأصول" هذه الرواية بألفاظها إلا أنه زاد بعد قوله: «ثم هوى إلى الأرض ساجدًا»، ثم قال: «الله أكبر، ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه»، وزاد في رواية أبي داود فعله - صلى الله عليه وسلم - في السجدة الثانية، فقال: «فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس متوركًا ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام» ثم ساق الحديث، وأخرجه البخاري مختصرًا، ولفظه: عن أبي حميد الساعدي قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هَصَرَ ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترشٍ ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته» انتهى. وقد جمع العراقي عدد من روى رفع اليدين في ابتداء الصلاة فبلغوا خمسين صحابيًا، منهم العشرة المشهود لهم بالجنة، وأما الرفع في المواضع الأخرى فقد روي عن أكثر من عشرين صحابيًا.
قوله: «فلم يُصَوِّب» بضم التحتية وفتح الصاد وتشديد الواو بعده باء موحدة: أي لم يبالغ في خفضه وتنكيسه.
قوله: «يُقْنِع» بضم الياء وإسكان القاف وكسر النون: أي لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره.
قوله: «هصر» بالصاد المهملة: أي ثناه إلى الأرض.